سأقتبسُ قليلاً من مصل الشعر لشاعر الجمال والحريّة " أمل دنقـل" في قصيدتهِ:
{ربــاب}
-1-
جلستُنا الأولى وعيناكِ المليئتان بالفضول
تُفتِشانِ عن بداية الحديث
وابتسامةٌ خجول
في شفتيكِ العذبتين.. وارتباكنا يطول
في لحظاتِ الصمتِ والظمأِ
نقرتُ فوقَ مسندِ المقعد
قلتُ ما يقال عن رداءة الطقس
تسمّرت عيناي في استدارة الياقة
في معطفكِ الجميل
وكان صوتكِ المغني يتحسس الطريقَ في شراييني
ويمسحُ الصدأ
وكنتُ ألوي في رباط عنقي
أربتُ ظهر قلقي
أمسحُ خيطَ العرق الضئيل
أبصر: شرخاً في زجاج الباب
لون الزخرفِ المنقوش في مفارش الموائد
الوردةٌ.. وهي تنخني في الكوبِ
شفّها الذبول
... ... ...
ليلتها: عيناكِ هاتانِ المليئتان بالفضول
طاردتاني لحظةً بلحظة
في دورن السلّم الطويل
وفي سريري ظَلّتا تغنيانِ آخر الليل
وحين ضاق الصدرُ بالحنين.. وامتلأ
رفرفتا حولي
فقلت.. قلتُ لهما كل الذي أردتُ أن أقول
***
(كنا جارين طويلاً
وخليج عيونٍ خضرٍ ترسو فيه
أشرعةُ الشوق
قلبي ما كاد يشبُّ عن الطوق
حتى أُبحرَ في عينيها الواسعنيم
برحلتهِ الأولى
لكي أشهدها - الليلة- تتكىءُ عليه
كما كانت تتكىءُ عليّ!
يشبكُ في إصبعها خاتمهُ الذهبي
وتمرُ على جبهته بأناملها الرخصة
... ... ...
هل تهجرني الأحزان؟
وأنا أشهدُ فاتنتي تستدفىء
في أحضان القرصان؟)
-2-
ألمحُ وجهكِ المٌضيءَ.. يا ربـاب
في مستطيل النور عندما يشعُّ
في انفراج باب
في وهجِ اللفافةِ الأخيرة
في لمعةِ المنافضِ المزوّقة
في لمسات اللوحةِ المُعلّقة
في دورةِ الفَرَاشِ في السقف
وفي انغلاقة الكتاب
في ذوبان الثلج في الأكواب
في رنّة الملاعق الصغيرة
في صمتةِ المذياع برهةً قصيرة
في ثنيات الظل في الثياب
في غبش النوافذ الصامت..
بعد ساعة الضباب
***
(بالريح المقهورة
بالأمكنةِ المهجورة
بسِني الحُب الغارب
بالقمر الشاحبْ
وبأعوامي الستة عشر
وبخصلة شعر:
اقسمُ ألا يسفطَ قلبي في
شرك الهدب الأسود.
ألا أفتحَ يوماً هذا الباب الموصد!
-3-
كيف ضعفتُ في نهاية المطاف
وارتحت في عينيكِ من عبئي
وكل شيءٍ حولنا يُملي علينا أن نخاف
لكنني أنزعُ قلبي من نعومة البدء
ومن ليونة الدفء
وأحتمي -كالسلحفاة- بالغلاف!
... ... ...
من ديوان: "تعليق على ما حدث"
هناك تعليقان (2):
أترى حين أفقأ عينيك وأثبت مكانهما جوهرتين .. هل ترى ..؟!
هي أشياء لآ تشترى ..!
يآه يا امل دنقل !
الجمال يتجسد في حروفه !
ينتقي المعاني ويجملها بعباراته !
أحسنت الاختيآر =)
..
أنا هنا زائر جديد , هل لي متسع بينكم ..؟!
مرحبٌ بكَ دوماً :)
إرسال تعليق