أستيقظ غالباً وأنا على علم دقيق بمَ يفعل، فروحي الناقصة حتى لحظة استيقاظه، مثلا؛ توعزني بأنه ما زال غافياً.. ولو كان خارجاً يقضي بعض أولوياته، حينها ترتفع في جسدي حالة الطقس عنده. أنظر إلى وسادتي القريبة من وجهي، و إلى صدري العاري وأتذكر ابتسامته.. السقف في الأعلى صديقي، أسمعه يقول: تحبينه؟ فأجيب: كثيراً.
أغادر السرير متوجه لأقرب مرآة وأسائل نفسي: كيف سيكون شكل العالم اليوم؟ كم مرة سينقذني طيفه من الجدالات السياسية أو التراهات اليومية التي تتبادلها الصديقات؟ أغسل وجهي ومن ثم أمسك برتقالة فأقشرها و أقسمها نصفين لأتناول واحدا وأخبىء له الآخر..
أمسك مقبض الباب وأخرج، أنظر حولي فيتراءى لي محياه في كل شيء، والسماء, صفحة الحب في قلب كل محب حين الصباح؛ تربط على قلبي وتغني لي شوقي له, أرفع صوت مشغل الموسيقى حين تصادفني أغنية لفتنا بحنين معا، وأدندن ما لم يصادفني.. "أحبك لا أعرف حدودا لمحبتي".. أدخل للجامعة وأخرج وأنا على هذه الوتيرة لا أعي غير المسافة بيننا تكسرني.
يا لجموحك يا مسافة، يا معذبتي.. أنتحب إثركِ وينطوي خلالي النهار, كم أنت أنانيٌ أيها العالم.. ما ضرّك لو صافحت وجهه المتعبَ مراراً يزهر عليه الربيع، أطارد أمنياتي في طموحه وأرى الكون مختزلاً في ابتسامته، وأتمسك بيديه حيناً لأقف على حافة مخاوفي وأنساها.
أضع رأسي تحت الغطاء وأدفن الرؤية والدمعة، أشد على يده وتتسرب إليَّ رعشةُ جسده، أسمع الأشجار تنام وأنا حينها فقط؛ أنام.
هناك 3 تعليقات:
رائعة ومبهرة
جميلٌ هو ذلك الحرف اللي نقرأه متخماً باحساس كاتبه.
دمتِ
حرف مفعم بالمشاعر
إرسال تعليق