2011-01-29

مُنى ..


اليوم كان آخر يوم لزميلتي في العمل معنا ، فقد حان موعد زواجها
منذ حوالي شهر و الجميع في العمل يحضر نفسه ليوم وداع مُنى ..
حيث أنّها الأقدم بيننا و كانت حضناً كبيراً و قلباً واسعــاً للجميــع 

لم أكن أعد ، كما الجميع، موعد فراق مُنى..  كانت فقط أيامٌ تمتر
حتى زفافها و نضحك معها عن كيف سيكون شكلها و عن مـاذا 
سترتدي و عند أي "كوافيرة " ستحجز لتصفف شعرها .. الى آخر
تلك التفاصيل ،،

أنا فعلاً و لأول مرة لا أعي معنى " فراق ، وداع " ولم اكن أدرك
أنّ مُنى كانت تعني لي كل هذا ، دونما  شرحٍ لكل لتفاصيل التي
حصلت حيث أني لا أقوى على ذلك الآن ..


عندما وصلنا لمفترق الطرق حين مغادرة العمل، داهمتني
و صافحتني و قبلتني فحاولت إحتضانها لكني لم أستطع ،
نطقت بـ : " باي عيون" .. و مشيت حتى وصلت الرصيف 
و بكيت كثيراً .. كما لم أفعل منذ ضياع حُلمي الأول !
 ..............................
الجميع يعزيني بقول : "رح تشوفيها، هي معك رقم تلفونها ،ما رح تطير "
و لعلمي بظروف الحياة و كيف تسرق منّا من نحب سرقة ، أيقنت أنها فعلاً
" رح تطير" ، ثم إننا نحتاج الأرواح حولنا في المكان الذي ألفناها بها ..
و ليس على شكل زيارت.. صدقاً لا أتخيّل نفسي غداً ، أدخل للعيادة دون
أن أناديها : "صباحو عيون" !

لا أدري كم نصيحةً عليّ أن أتبع ، وكم عادة سأترك " كقضم أظفري "
حفظاً لعهدي مع مُنى :)

الله يسعدها .. سأكون ممتنّة ليوم لا تفرّقني فيه الحياة عن شيء مُحبب ..





هناك 4 تعليقات:

رحـيقٌ مخـتُوم ~ تسنيم / يقول...

لا شكَ أنها ممتنّة لوجود عزيزةٍ -كما أنت - في حياتها
رفيقة تحفظ الجميلَ،
وتذكرُ حتى أبسط أقصوصة في كل لحظة

رعى الله لكِ قلباً شفافاً أبيضا،
وأدام لكِ عُهوداً مع مُنى ومثيلاتِ لها :)

تسنيم =}

Max يقول...

الجميل فيمن نفتفد وجودهم
أنهم دائماً يتركون فينا جزء منهم
يبقى معنا أينما ذهبوا
//
جمعك الله بمن تحبين على خير
^^

أمال الصالحي يقول...

لا أحب لحظات الفراق لقساوتها..لذلك غالبا ما أختفي في صمت

وفقك الله وصديقتك

حمامة الإسلام يقول...

نعمة ، كدتُ أبكي!
فعلاُ .. إن الحياة تسرق قلوب الأحباب
دون أن تحاكم لسرقتها ،
دون أن تدفع أي غرامة !

قاسية جداً لحظات الوداع
وصعب وصفها !

لكنكِ أتقنتِ التعبير
وأتقنتِ الوفاء : )

كلّ ماهنا رائع وأكثر
طابت أيامكِ .. بلا فقد ولا افتقاد