2011-09-10

والأنثى لا تحتمِلُ إلا تجربةً واحدة



في حوارٍ عائلي عن "الفيس بوك" والعلاقات الإلكترونيّة بدأ جدي بالحديث عن خلاصة تجربته بادئاً بالعبارة: "الأنثى لا تحتمل إلا تجربة واحدة" وأنا هنا توقف عقلي نظراً لتزامن الحوار مع قرآئتي لكتاب "نسيانكم" وشحنهِ لي بطاقة إيجابيّة نحو البدايات الجديدة ونسيان الخسائر العاطفيّة والتطلع لما بعد ذلك.

لن أكابر وسأقول: أجل الأنثى ضعيفة ولا تحتمل سوى تجربة واحدة سواء من الناحيّة الفسيولوجيّة أو السيكولوجيّة لتكسبها ضعفاً وقناعات مختلفة عن ما كانت تملك سابقاً، ولعلّها تحتاج وقتاً طويلاً قد يصل فترة الشباب كله مثلاً للتعافي من علاقة عاطفيّة ما خاضتها، ولا أُعنى في حديثي من الناحيةِ الفيسيولوجية، لكن هل ستبقى هذه الفكرة تحتل عقول الجميع والإناث تحديداً حتى تُفطر قلوب الإناث جميعاً على وجه البسيطة؟ 

أنا اؤمن إيماناً كاملاً بأن كل فتاة أو إمرأة قادرة على إرجاع قلبها لو ضلّ عنها، ولو أخذ ذلك منها وقتاً طويلاً، وغالباً ما نحاول نحن معشر النساء البحث عن الأفضل وإذا وصلنا لحالة الاستقرار الذي نبغي ستصدر منا أفعال إيجابية بما يكفي، وإن وجدنا من يساعدنا على التعافي سنتعافى وبسرعه فائقة.. كفانا تعميماً دون أن نعرف عن قلبِ المرأة شيء، ثم إن الحياة مليئة بالتجارب لكلا الطرفين وذات التجربة قد تملكُ أثراً قوياً على رجلاً متوسطاً على المرأة، وحتى لو كانت المرأة ذات تركيب عاطفي هش هل يعني هذا أن نستمر في "هرس" قلبها واستغلال هشاشتها؟ لا أحد يفكر بما تراه المرأه أوبما تشعر به، يدرك المعظم ما يأخذون منها، لكنك لا تجدُ من يقول: يجب أن أعطي لهذه المثقلةِ بالواجبات إجازة عاطفيّة قصيرة؟

كثيرون ممن أعرف يصدمونني بالفهم المغلوط اتجاه أنوثة المرأة فيقولون: لكي تكون أنثى عليها أن تقول كل ما يحلو لمسامع رجلها "زوجها أو أبيها أو زميلها.. " ، وعليها أن تكون خاضعة لتنفيذ الأوامر وعليها أن تلتزم بما كذا وكذا وتنتهي عن فعل كذا وكذا.. عليها أن تخفف من حدة الرجل إذا احتد وتضحكَ معه إذا ما ضحك، وحين حزنه فلتحزن معه وإذا كان مليئاً بالهم فلتدعو له الله.. مشاعره هي الأهم وطعامه وأولاده وأهله ووضعه الإقتصادي وسمعته وكذبه.. وربما خيانته!

وتراه في آخر النهار يشاهد التلفاز ولا يسائلُ نفسه "أي تجربةٍ خلقت لها وجعاً أكبر؟ "


لن أطيلَ فإن بدأت لن أنتهي؛ ولكنها رسالة أوجهها لكل أنثى كبيرة أو صغيرة: سيدتي الجميلة.. أنتِ اروع مخلوقة من مخلوقات الله.. أنتِ روحٌ طاهرة، وقلبٌ عذب.. من تجربة واحدة إلى مليون تجربة ستبقين زهرة في قلوب من تحبين، لا تضعفي ولا تشعري بأنكِ منهزِمة، الله معكِ وقلبُكِ إن وقع بين يدي ذكر "ولا أقول رجل" لم يقدره وعبث بهِ أعيدي صقله وانطلقي.. الحياة ما زالت أمامكِ - أنتِ قويّة بما يكفي وزيادة


تمنياتي برجولة أكبر، وأنوثة أنقى .
 
 

ليست هناك تعليقات: