2010-09-11

شات بوكس !




كانت الكاتبة " أحلام مستغانمي " قد طرحت مفهوماً جميلاً جداً في كتابها
" نسيانكم " أطلقت عليهِ : سكتة هاتفيّة !

المفهوم ببساطة يتحدثُ عن حُبِ العصور الجديدة أو الجيل الجديد الذي
يتم أغلبُ التواصلِ فيهِ عن طريق الهاتف .. و في بعضِ العلاقاتِ يصبح
الهاتف هو أشبه بفوبيا أو تحسس يرافق الفتاة " و أقول فتاةً لأن الحال 
على الأغلب مرضُ الفتاةِ و تعلقها بهكذا تفاصيل على عكس الشاب "
و تصبح الاحلام جميعها متعلقةٌ في " الرّنة " أو في " المسج " القصيرة !

عندما تستيقظ تتفقد الهاتف، و بعد الإفطار تتفقدهُ مرة أخرى
و عند الضحى تقلبُ صندوق الوارد مراراً و تكرارً .. تناجيهِ علّها تجدُ
رسالة جديدة ! و حين مغادرتها للمنزل تأخذهُ معها و تمسكهُ بيدها طول
الطريق خوفاً من عدم سماعها للرنين لو وضعتهُ في الحقيبة ,,
و من ثم تصل للمنزلِ في المساء راغبةً كل الرغبة أن يرسل الله  ملاكاً
أو وحياً على الهاتفِ لكي يُظهر رقمَ الحبيب المنتظر على شاشة الهاتف !

و تذمُّ "مستغانمي " التواصل العاطفي عبر الهاتفِ و تقول أنك حينما تتكلم
مع أحدهم؛ خصوصاً من تحب فإنّكَ تستطيع أن تعرفهم أكثر .. و تستطيع
أن تصل إلى مبتغاكَ و تتفاهم و تتواصل معهم بشكل أكبر ..
تجسيد اللهفةِ بالعينينِ .. و الشوقِ بحركات اليدين ، و حتى نطق الحروفِ
يساعد الطرفَ المُقابلَ على النضجِ تحت هذه العلاقة و كشف عيوبها و تخطيها .

راقني المفهوم جداً، ثمّ إني لم أكن ممن يفضلون الهاتف يوماً و لا رسائلهُ
القصيرة .. إدخال حروفها يستفزني .. ربما لو كانت الحروف منفصلة
لكنت تقبلتها، لكن ثلاثة حروفٍ في زر واحد يستفزني فعلاً !

لكني في معظمِ الحالاتِ اكون مضطرةً فلا سبيل في التواصل مع الأحبابِ
إلا بهِ .. خصوصاً هؤلاء الذينَ يقطنون في أماكنَ بعيدة  =] .


قبل قليل كنت أتكلّمُ مع شخصٍ عزيز باستخدام برنامجِ أو خدمة المحادثة
و اضطرَ ذاك الرفيقُ لمغادرة الشاشة أثناء حديثنا .. فوجدتني أنظر للحوار الذي
دار بيننا و أقلبهُ " فوق و تحت " .. و كنت حذرةً جداً لا أريدُ إغلاقهُ
فإنه يحملُ من أثرِ شخصٍ عزيزٍ .. شيئاً ما

بعد أن أثرتُ انتباه نفسي في ما كنت أفعل قررت تدوين ما أكتبُ
الآن؛ ربما لأني وجدتُ نفسي مرتبطة بوسيلة الكترونية أكثر من
ارتباطي بالرؤية الحقيقية أو تقليبي لأثرٍ حقيقيٍ من شخصٍ ما !

و على ما يبدو انّ هنالكَ " سكتةُ محادثة " كما هنالك " سكتةٌ هاتفيّة "
سلّمكم الله من كل سكتةٍ هاتفيّة أو اي أنواع سكتات أخرى ^^



ليست هناك تعليقات: